خطر برأسين يواجهان “ترامب” أحدهما في اليمن والآخر في سوريا
يمنات
إذا كان الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب يريد إزالة التطرف الإسلامي من على الكرة الأرضية، مثلما هدد في تغريداته في حسابه الرسمي على “التويتر” اثناء حملته الانتخابية، فإن اول خطوة اقدم عليها في هذا الاطار جاءت فاشلة ومهينة على الصعيدين التنفيذي العسكري أولا، والنتائج السياسية المترتبة عليها ثانيا.
نحن نتحدث هنا عن العملية التي نفذتها “وحدة العجول” الخاصة جدا في قوات المارينز الامريكية، في محافظة البيضاء اليمنية يوم الاحد الماضي على معسكر لتنظيم “القاعدة” في قرية يكلا، واسفرت عن مقتل 40 شخصا من بينهم 15 امرأة، والباقي من المدنيين وبعض عناصر التنظيم.
على الصعيد العسكري خسرت القوة الامريكية المهاجمة جنديا واصابة ثلاثة آخرين، وتدمير طائرة عمودية (قيمتها 75 مليون دولار)، ولم تنجح مطلقا في الاستيلاء على أي حواسيب او هواتف محمولة يمكن ان تقدم معلومات عن تنظيم “القاعدة”، والأخطر من ذلك ان نساء التنظيم شاركن في المعركة التي استمرت اكثر من 50 دقيقة، وبكفاءة عالية، حسب تقارير البنتاغون.
اما اذا نظرنا الى الجانب السياسي، فإن تنظيم “القاعدة” اثبت انه بات اقوى من أي وقت مضى، واستطاع ان يحول اليمن كله، الى مقر مركزي رسمي بديل لمقره السابق في أفغانستان، مضافا الى ذلك، ان استهدافه أمريكيا سيسهل عليه عمليات التجنيد وكسب المزيد من التعاطف في أوساط اليمنيين المحبطين من جراء حالة الفوضى الدموية المتواصلة لما يقرب من العامين، وحالة المجاعة التي تسود صفوفهم بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه عليه.
خطورة تنظيم “القاعدة” في اليمن، تكمن في تواجده في الشمال والجنوب معا، وهذا ربما يعني انه “عابر للطوائف” والمناطقية معا، فمحافظة البيضاء التي وقع فيها الهجوم الأمريكي تخضع لسيطرة “انصار الله” الحوثية، اما في الجنوب، فقد نجحت قوات التنظيم في السيطرة على ثلاث بلدات هي لودر وشقراء واحور في محافظة ابين، ونسفت مقرين لقوات الامن في المدينتين، الأولى والثانية، ثم انسحبت بعد ذلك منهما الى الجبال بسبب احتجاجات شعبية مثلما تردد، علاوة على تمركزه في جبال ابين، وبعض مناطق حضرموت، ومدينة عدن نفسها.
حالة “النهوض” المتصاعدة لتنظيم “القاعدة” لم تعد مقتصرة على اليمن فقط، الذي “حررته” قوات “التحالف العربي” بقيادة السعودية، وأصبحت عاصمته عدن مقرا لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وانما في سورية، حيث تعزز فرع التنظيم في ادلب بإنضمام سبع فصائل اليه، واندمجت فيه، تحت اسم جديد هو “هيئة تحرير الشام” بقيادة هاشم الشيخ (أبو جابر) القائد السابق لحركة “احرار الشام” الى جانب مجموعة من الدعاة البارزين على رأسهم الشيخ عبد الله المحيسني.
الرئيس ترامب سيواجه خطرا برأسين الأول في سورية والثاني في اليمن، ونحن نتحدث هما عن تنظيمي “الدولة الإسلامية” و “القاعدة” في البلدين، ولا نستغرب ان يؤدي هذا العداء الأمريكي الروسي لهما، والرغبة في اجتثاثهما الى تحالفهما، ان لم يكن اندماجهما في تنظيم واحد، فالجذور الفكرية والعقائدية لتنظيم “الدولة الإسلامية” كانت وما زالت “قاعدية”.
و من المفارقة الرئيس ترامب بعبقريته السياسية والعسكرية اللافتة، وتهديداته لايران، وفرضه عقوبات عليها، قد يوحد التطرف الإسلامي بشقيه السني والشيعي معا، وهذا “انجاز” كبير يحسب له، وسيؤدي الى كوارث له ولبلاده وللمنطقة والعالم في السنوات الأربع المقبلة من عمر ولايته الأولى، هذا اذا استطاع اكمالها.
للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا